السلام عليكم ورحمة الله
قال الله تعالى : ( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ) وقال أيضا : ( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ) , وقال تعالى ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ .
وعن عائشة رضي الله عنها : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده ) رواه البخاري ومسلم .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه قال من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين ) رواه البخاري .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما . رواه البخاري .
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم فربما وضعت الطست تحتها من الدم ) رواه البخاري .
وهو حبس نفسه على طاعة الله وذكره ، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله ، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه ، فما بقي له همٌ سوى الله وما يرضيه عنه .. فمعنى الاعتكاف وحقيقته : قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق .
قال عمر –رضي الله عنه- :" خذوا بحظكم من العزلة " وقال مسروق-رحمه الله-:" إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها يتذكر ذنوبه ، فيستغفر منها "
من فوائد الاعتكاف :
1- الرباط في سبيل الله ، وهو بانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، لا يزال أحدكم في مصلاه ما دامت الصلاة تحبسه ، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة ) البخاري.
2- يتحرى المسلم المعتكف ليلة القدر التي قد تكون في إحدى ليالي رمضان من غير تعيين ، ولهذا السر فإن الله تعالى أخفاها عن العباد لتحروها في الشهر كله .
3- الارتباط بالله تعالى ، وتحقيق معنى العبودية له سبحانه ، إذ يقول وهو الحكيم العليم : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، ويتمثل هذا في أن المعتكف قد وهب كل وقته له سبحانه وتعالى ، إذ يكون همه وشغله الشاغل هو مرضاة الله تعالى ، وهو سبحانه جل من أن يخيب عبده الذي ابتغى مرضاته ، قال تعالى : ( قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) ، ويقول أيضا : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) .
4- حب المكث في المسجد ، وذلك بتعويد النفس على ذلك ، إذ النفس على ما عودتها تتعود ، وإذا أحب الإنسان المكث في المسجد أحب المسجد وأحب الصلاة فيه ، وبهذا ارتبط بالله تعالى بحبه للصلاة وكان مقتديا بالنبي صلى الله عليه وسلم حينما يقول لبلال : ( أرحنا بها يا بلال ، أرحنا بها يا بلال ) .
5- النقطاع إلى الله تعالى بالاعتكاف في المسجد يبعد المسلم عن قسوة القلب الناتج عن حب الدنيا وشهواتها وملذاته ، باعتكافه في المسجد ينقطع عن ذلك فتسمو روحه من الدرجة الدنيا الى أن تقرب إلى الدرجه الملائكية ، إذ الملائكة لا شهوة لهم ، همهم الأكبر هو الانقطاع إلى الله تعالى ، بل ويزيد عليهم بأنه مركب في طبعة الشهوات ولكنه تركها حبا في الله تعالى .
6- الاطمئنان النفسي .
7- قراءة القرآن وختمه .
8- التوبة النصوح .
9- قيام الليل والتعود عليه .
10- عمارة الوقت .
11- الإقلاع عن كثير من العادات الضارة .
منقول