اعرف انها خاطرة طويلة بعض الشئ لكن اصبروا عي
حبيبتي أعرف أن الكلمات المكتوبه تخفي عاده حقيقه الأشياء خصوصا إذا كانت تعاش وتحس وتنزف على الصورة الكثيفه النادره التي عشناها ...ورغم ذلك ،فحين أمسكت هذه الورقه لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا واثق من صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل ، كالأقدار التي صنعتنا: إنني أحبك.
الآن أحسها عميقه أكثر من أي وقت مضى ، وقبل لحظه واحده فقط مررت بأقسى مايمكن لرجل مثلي أن يمر فيه، وبدت لي تعاساتي كلها مجرد معبر مزيف لهذه التعاسه التي ذقتها في لحظه كبريق النصل في اللحم الكفيف.. الآن أحسها ، هذه الكلمه التي وسخوها ، كما قلتِ لي والتي شعرت بأن علي أن أبذل كل مافي طاقة الرجل أن يبذل كي لا أوسخها بدوري .
إنني أحبكِ: أحسها الآن والألم الذي تكرهينه –
ليس أقل ولا أكثر مما أمقته أنا-ينخر كل عظامي ويزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت ..أحسها الآن والشمس تشرق وراء التله الجرداء مقابل الستاره التي تقطع أفق شرفتك إلى شرائح متطاوله .. أحسها وأنا أتذكرأنني أيضا لم أنم ليلة أمس ، وأنني فوجئت وأنا أنتظر الشروق على شرفة بيتي أنني – أنا الذي قاومت الدموع ذات يوم وزجرتها حين كنت أجلد-وأبكي بحرقه بمراره لم أعرفها حتى أيام الجوع الحقيقي ، بملوحة البحار كلها وبغربة كل الموتى الذين لايستطيعون فعل أيما شيء ..وتساءلت :أكان نشيجا هذا الذي لم أسمعه أم سلخ السياط وهي تهوي من الداخل ؟
لا..أنت تعرفين أنني رجل لا أنسى وأنا أعرَف منكِ بالجحيم الذي يطوق حياتي من كل جانب ، وبالجنه التي لا أستطيع أن أكرهها ، وبالحريق الذي يشتعل في عروقي ،وبالصخرة التي كتب على أن أجرهاوتجرني إلى حيث لا يدري أحد...وأنا أعرف منك أيضا بأنها حياتي أنا ، وأنها تنسرب م بين أصابعي أنا ، وبأن حبك يستحق أن يعيش الانسان له، وهو جزيرة لا يستطيع المنفى في موج المحيط الشاسع أن يمر بها دون أن ..ورغم ذلك فأنا أعرف منك أيضا بأنني أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب فيه ، بالصورة التي تشائين ، إذا كنت تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعاده ، وبأنه سيغير شيئا من حقيقة الأشياء.
أهذا ما أردت أن أقوله لك حين أمسكت الورقه؟ لست أدري ..ولكن صدقيني أنني تعذبت خلال الأيام الماضيه عذابا أشك في أن أحدا يستطيع احتماله ، كنت أجلد من الخارج ومن الداخل دونما رحمه وبدت لي حياتي ، .................................................. . .....................................
إن قصتنا لا تكتب ، وسأحتقر نفسي لو حاولت ذات يوم أن أفعل ، لقد كان شهراً كالإعصار الذي لا يفهم ، كالمطر ، كالنار ، كالأرض المحروثه التي أعبدها إلى حد الجنون ، وكنت فخوراً بك إلى حد لمت نفسي ذات ليلة حين قلت بيني وبين ذاتي أنك درعي في وجه الناس والأشياء وضعفي ، وكنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبات عيني ولكن لن أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد.
وكان هذا فقط ما يعذبني ..إنني أعرفك إنسانه رائعه ، وذات عقل لا يصدق وبوسعك أن تعرفي ما أقصد : لا يا حبيبتي لم تكن الغيرة من الآخرين ..كنت أحسك أكبر منهم بما لا يقاس ، ولم أكن أخشى منهم أن يأخذوا منك قلامة ظفرك ..لا يا ياحبيبتي، لم يكن الادعاءوالتمثيل والزيف فذلك الشيء الوحيد الذي لا أستطيع أبدا إتقانه ولو أتقنته لما كنت الآن في قاع ا لعالم..لا ياحبيبتي..لم يكن إلا ذلك الشعور الكئيب الذي لم يكن ليغادرني ، مثل ذبابه أطبق عليها صدري ، بأنك لا محالة ستقولين ذات يوم ماقلته هذه الليله.
إن الشروق يذهلني، رغم الستاره التي تحوله إلى شرائح وتذكرني بألوف الحواجز التي تجعل من المستقبل –
أمامي مجرد شرائح... وأشعر بصفاء لا مثيل له مثل صفاء النهاية ورغم ذلك فأنا أريد أن أظل معكِ، لا أريد أن تغيب عني عيناكِ اللتان أعطتاني ماعجز كل شيء انتزعته في هذا العالم من إعطائي ..ببساطه لأني أحبكِ. وأحبكِ كثيرا يا .......، ويدمر الكثير مني إن أفقدك ، وأنا أعرف أن غبار الأيام سيترسب على الجرح ولكنني أعرف بنفس المقدار أنه سيكون مثل جروح جسدي : تلتهب كلما هبت عليها الريح.
أنا لا أريد منكِ شيئاً، ولا أريد بنفس المقدار أبدا أبدا أن أفقدك.
إن المسافه التي ستسافرينها لن تحجبك عني ، لقد بنينا أشياء كثيرة معا لا يمكن بعد أن تغّيبها المسافات ولا أن تهدمها القطيعه لأنها بنيت على أساس من الصدق لا يتطرق إليه التزعزع.
ولا أريد أن أفقد الناس الذين لا يستحقون أن يكونوا وقود هذا الصدام المروع مع الحقائق التي نعيشها.
ولكن إذا كان هذا ما تريدينه فقولي لي أن أغيب أنا ..ظلي هنا أنت فأنا تعودت أن أحمل حقيبتي الصغيرة وأمضي...
ولكنني هذه المره سأمضي وأنا أعرف أني أحبك ، وسأظل أنزف كلما هبت الريح على الأشياء العزيزة التي بنيناها